لاتزال أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تتلقى الانتقادات من مجموعة من الحقوقيين والسياسيين والنشطاء، بعد تصريحاتها التي نفت فيها وجود معتقلين سياسيين بالمغرب، واعتبرت أن معتقلي الحراك في الريف، هم معتقلون على خلفية احتجاجات “عنيفة”.
ومن بين الحقوقيين الذين انتقدوا بـ”قسوة” بوعياش، فؤاد عبد المومني، الذي اعتبر أنها بتصريحاتها حول الاعتقال السياسي في المغرب تكون قد أحيت الملك الحسن الثاني من جديد”.
وقال عبد المومني في تدوينة له على صفحته بـ”الفايسبوك”، إن “أمينة بوعياش تبعث الحسن الثاني من جديد، عندما تعترف بشكل غير مباشر بأن المغرب في الوقت الحاضر لا يزال محكومًا بالملكية المطلقة، لأنها بإنكار وجود معتقلين سياسيين في المغرب، تتبع التعليمات التي أصدرها الحسن الثاني لأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، حيث قال الملك الراحل في خطاب تشكيل المجلس في 8 ماي 1990: “إن آذاننا وآذان المغاربة كلهم قد ملّت وكلّت من أن تسمع أن في المغرب أناسا مسجونين لأسباب سياسية. فإذا كان المس بالله، وأستسمح الله، أو المس بالوطن، أو الملك، أو بمعتقداتنا ووطننا ودستورنا، يعتبر جريمة سياسية، فأنا أقول حسب مفهومي، ولا أريد أن أكيفكم، أن من المسلمين من أصبح يخرج في البلاد ويقول اعتنقوا دينا غير دين الإسلام فقبل أن يستتاب يعرض على هيئة أطباء حتى يروا هل هو ثابت العقل أم لا. فإذا استتيب وبقي مستمرا ومصرا على الدعوة إلى دين غير دين الله، دين الإسلام، فيحكم عليه. وكيفما كان الحكم أو السجن، لا يمكن أن يعطى لهذا الرجل صفة مسجون سياسي، وإذا سمعنا أو قرأنا يوما ما، أن مغربيا ما قال أن الجزء الفلاني ليس داخلا في وحدة التراب المغربي، أعتقد أن هذا زندقة و لا يمكن أن يدخل في إطار القانون حتى يطلق عليه أنه معتقل أو مسجون سياسي”.
وتابع عبد المومني تذكير بوعياش بخطاب الملك الراحل الحسن الثاني الذي قال فيه أيضاً “ومن نادى من خلال لافتة أو صحيفة أو خطاب أن هناك نظاما آخر من غير نظام الملكية الدستورية، فلا أعتقد أنه عمل عملا سياسيا، بل قام بعمل تخريبي مضاد لارادة الشعب وللدستور. فأظن شخصيا أن ضمير هذا المجلس الاستشاري سوف يكون في حل – إذا هو اعتبر أن الثوابث الثلاث المقدسة لهذا البلد هي الله والوطن والملك – من أن يقول بأن هناك سجناء سياسيين”.
